مذكرات زوج حزين
رائحة .... و رائحة .
دخلت مصعد العمارة و ما إن صرت داخل المصعد حتى انتعشت نفسي انتعاشاً خفف من تعب العمل الذي أنهك جسمي طوال النهار
ماذا وجدت في المصعد فأنعش نفسي ؟
الحق أني لم أجد شيئاً ، أجل لم أجد شيئاً ؟ و لكني شممت رائحة عطر نسائي قوي يبدو أن إحدى جاراتنا قد خلفت رائحتها في المصعد
وصل المصعد الطابق الرابع و خرجت مسرعاً و ضغطت جرس الباب و ما أن فتحت زوجتي الباب حتى هبت رائحة نفاذة غريبة محت كل أثر لتلك الرائحة العطرية التي خالطت أنفاسي قبل قليل
كانت الرائحة التي ملأت أجواء البيت خليطاً من روائح الثوم و البصل و الزيت المقلي
لم أجد زوجتي ، لم تكترث بوصولي إلى البيت ، وصولي لم يكن يعني لها شئ يستحق الاهتمام
ما كدت أجلس في الصالة حتى مرت زوجتي رمقتني بنظرة خاطفة سريعة دون أن تلقي علي السلام
هل أقول لها ما يدور في نفسي :
كنت أتمنى لو أنني شممت لأثر دخولي البيت مثل تلك الرائحة التي شممتها في المصعد لا هذا النفاذ من البصل و الثوم
أعرف ردها علي : أتريد طبخاً شهياً دون أن تشم هذه الروائح ؟
هل تريد أن أضع في الطعام الفل و الياسمين بدلاً من البصل و الثوم ؟ هل أقلي الطعام بالعطر و الطيب ؟
طبعاً لا أريد يا زوجتي العزيزة و لكنك :
تستطيعين أن تنجزي طبخك في وقت أبكر من وقت وصولي ... و أنت تعرفين موعده
تستطيعين أن تنجزي طبخك ثم تغيري ملابسك لتستقبلي زوجك في ملابس إذا نظر إليها ملأت البهجة قلبه
تستطيعين فتح النوافذ لتخرج روائح الطبخ
تستطيعين... و قطعت زوجتي حديث نفسي .
· ليس عندنا خبز
· كدت أجن .. كدت أفقد حلمي .. أجبتها بصوت هادئ و أنا أحبس نفسي :
· و لماذا لم تتصلي بي قبل أن أخرج من عملي ؟
· لم تجبني زوجتي
· بدأت تضع صحون الطعام على الطاولة.
· هي لا تأكل الخبز مع طعام الغذاء ، لعل هذا سبب عدم اكتشافها نفاذ الخبز قبل الأوان
حقأ أنه زوج حزين